صفحة جزء
1233 وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن بيان عن وبرة قال سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما أطوف بالبيت وقد أحرمت بالحج فقال وما يمنعك قال إني رأيت ابن فلان يكرهه وأنت أحب إلينا منه رأيناه قد فتنته الدنيا فقال وأينا أو أيكم لم تفتنه الدنيا ثم قال رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة فسنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع من سنة فلان إن كنت صادقا
قوله : ( رأيناه قد فتنته الدنيا ) هكذا في كثير من الأصول ( فتنته الدنيا ) ، وفي كثير منها أو أكثرها ( أفتنته ) ، وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين ، وهما لغتان صحيحتان ( فتن وأفتن ) ، والأولى أصح وأشهر ، وبها جاء القرآن ، وأنكر الأصمعي ( أفتن ) . ومعنى قولهم : ( فتنته الدنيا ) ؛ لأنه تولى البصرة ، والولايات محل الخطر والفتنة ، وأما ابن عمر فلم يتول شيئا . وأما قول ابن عمر : ( وأينا لم تفتنه الدنيا ) ؟ فهذا من زهده وتواضعه وإنصافه . وفي بعض النسخ وأينا أو أيكم ؟ وفي بعضها وأينا أو قال : وأيكم ؟ وكله صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية