صفحة جزء
باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة

1348 حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت يونس بن يوسف يقول عن ابن المسيب قال قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء
[ ص: 477 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ) هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة ، وهو كذلك ، ولو قال رجل : امرأتي طالق في أفضل الأيام ، فلأصحابنا وجهان : أحدهما : تطلق يوم الجمعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، كما سبق في صحيح مسلم ، وأصحهما : يوم عرفة ؛ للحديث المذكور في هذا الباب ، ويتأول حديث يوم الجمعة على أنه أفضل أيام الأسبوع ، قال القاضي عياض : قال المازري : معنى ( يدنو ) في هذا الحديث : أي تدنو رحمته وكرامته ، لا دنو مسافة ومماسة . قال القاضي : يتأول فيه ما سبق في حديث النزول إلى السماء الدنيا ، كما جاء في الحديث الآخر من غيظ الشيطان يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة ، قال القاضي : وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض أو إلى السماء بما ينزل معهم من الرحمة ومباهاة الملائكة بهم عن أمره سبحانه وتعالى ، قال : وقد وقع الحديث في صحيح مسلم مختصرا ، وذكره عبد الرزاق في مسنده من رواية ابن عمر قال : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة يقول : هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ وذكر باقي الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية