صفحة جزء
1776 حدثنا أحمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس عن زكرياء عن أبي إسحق قال جاء رجل إلى البراء فقال أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة فقال أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو يقول

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

اللهم نزل نصرك قال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم

قوله : ( حدثنا أحمد بن جناب المصيصي ) هو بالجيم والنون ، والمصيصي بكسر الميم وتشديد الصاد الأولى ، هذا هو المشهور ، ويقال أيضا بفتح الميم وتخفيف الصاد .

قوله : ( فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد ) يعني كأنها قطعة من جراد ، وكأنها شبهت برجل الحيوان لكونها قطعة منه .

قوله : ( برشق ) هو بكسر الراء وسبق بيانه قريبا .

قوله : ( فانكشفوا ) أي انهزموا وفارقوا مواضعهم وكشفوها .

قوله : ( كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع منا الذي يحاذي به ) احمرار البأس كناية عن شدة الحرب ، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة أو لاستعار الحرب واشتعالها كاحمرار الجمر ، كما في الرواية السابقة : ( حمي الوطيس ) .

وفيه بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم وعظم وثوقه بالله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية