صفحة جزء
باب لا يقتل قرشي صبرا بعد الفتح

1782 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ووكيع عن زكرياء عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا زكرياء بهذا الإسناد وزاد قال ولم يكن أسلم أحد من عصاة قريش غير مطيع كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا
[ ص: 470 ] قوله صلى الله عليه وسلم : لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة قال العلماء : معناه الإعلام بأن قريشا يسلمون كلهم ، ولا يرتد أحد منهم كما ارتد غيرهم بعده صلى الله عليه وسلم ممن حورب وقتل صبرا ، وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلما صبرا ، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم . والله أعلم .

قوله : ( ولم يكن أسلم من عصاة قريش غير مطيع كان اسمه العاصي ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا ) قال القاضي عياض : عصاة هنا جمع العاص من أسماء الأعلام لا من الصفات ، أي : ما أسلم ممن كان اسمه العاص مثل العاص بن وائل السهمي ، والعاص بن هشام أبو البختري ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية ، والعاص بن هشام بن المغيرة المخزومي ، والعاص بن منبه بن الحجاج وغيرهم سوى العاص بن الأسود العذري ، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه مطيعا ، وإلا فقد أسلمت عصاة قريش وعتاتهم كلهم بحمد الله تعالى ، ولكن ترك أبا جندل بن سهيل بن عمرو وهو ممن أسلم ، واسمه أيضا العاص ، فإذا صح هذا فيحتمل أن هذا لما غلبت عليه كنيته وجهل اسمه لم يعرفه المخبر باسمه ، فلم يستثنه كما استثنى مطيع بن الأسود . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية