صفحة جزء
باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله

1880 حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) ( الغدوة ) : بفتح الغين : السير أول النهار إلى الزوال ، و ( الروحة ) السير من الزوال إلى آخر النهار . ( أو ) هنا للتقسيم لا للشك ، ومعناه : أن الروحة يحصل بها هذا الثواب ، وكذا الغدوة ، والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته ، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة أو روحة في طريقه إلى الغزو ، وكذا بغدوة وروحة في موضع القتال ؛ لأن الجميع يسمى غدوة وروحة في سبيل الله . ومعنى هذا الحديث : أن فضل الغدوة والروحة في سبيل الله وثوابهما [ ص: 26 ] خير من نعيم الدنيا كلها لو ملكها الإنسان ، وتصور تنعمه بها كلها ؛ لأنه زائل ونعيم الآخرة باق ، قال القاضي : وقيل في معناه ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا : أنها خير من الدنيا وما فيها لو ملكها إنسان ، وملك جميع ما فيها وأنفقه في أمور الآخرة ، قال هذا القائل : وليس تمثيل الباقي بالفاني على ظاهر إطلاقه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية