صفحة جزء
2133 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا وقال إسحق أخبرنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال ولد لرجل منا غلام فسماه محمدا فقال له قومه لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بابنه حامله على ظهره فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنما أنا قاسم أقسم بينكم ) وفي رواية للبخاري في أول الكتاب في باب : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . ( وإنما أنا قاسم والله يعطي ) .

قال القاضي عياض : هذا يشعر بأن الكنية إنما تكون بسبب وصف صحيح في المكنى ، أو لسبب اسم ابنه ، وقال ابن بطال في شرح رواية البخاري : معناه أني لم أستأثر من مال الله تعالى شيئا دونكم ، وقاله تطييبا لقلوبهم حين فاضل في العطاء فقال : الله هو الذي يعطيكم لا أنا ، وإنما أنا قاسم ، فمن قسمت له شيئا ، فذلك نصيبه قليلا كان أو كثيرا .

وأما غير أبي القاسم من الكنى فأجمع المسلمون على جوازه سواء كان له ابن أو بنت فكني به أو بها ، أو لم يكن له ولد ، أو كان صغيرا ، أو كني بغير ولده ، ويجوز أن يكنى الرجل أبا فلان وأبا فلانة ، وأن تكنى المرأة أم فلانة ، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للصغير أخي أنس يا أبا عمير ما فعل النغير . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية