صفحة جزء
247 حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر جميعا عن مروان الفزاري قال ابن أبي عمر حدثنا مروان عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا يومئذ قال نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء
قوله : ( عن نعيم بن عبد الله المجمر ) هو بضم الميم الأولى وإسكان الجيم وكسر الميم الثانية ، ويقال : المجمر بفتح الجيم وتشديد الميم الثانية المكسورة ، وقيل له : المجمر لأنه كان يجمر مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي : يبخره ، والمجمر صفة لعبد الله ، ويطلق على ابنه نعيم مجازا . والله أعلم .

قوله : ( أشرع في العضد وأشرع في الساق ) معناه أدخل الغسل فيهما .

قوله - صلى الله عليه وسلم - ( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء ) قال أهل اللغة : الغرة بياض في جبهة الفرس ، والتحجيل بياض في يديها ورجليها ، قال العلماء : سمي النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس . والله أعلم .

[ ص: 483 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء ) أما ( السيما ) فهي العلامة وهي مقصورة وممدودة لغتان ، ويقال : ( السيمياء ) بياء بعد الميم مع المد ، وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - وقال آخرون : ليس الوضوء مختصا بها وإنما الذي اختصت به هذه الأمة الغرة والتحجيل ، واحتجوا بالحديث الآخر : هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ، وأجاب الأولون عن هذا بجوابين أحدهما : أنه حديث ضعيف معروف الضعف ، والثاني : لو صح احتمل أن يكون الأنبياء اختصت بالوضوء دون أممهم إلا هذه الأمة . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية