صفحة جزء
2468 حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء يقول أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها فقال أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أنبأني أبو إسحق قال سمعت البراء بن عازب يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب حرير فذكر الحديث ثم قال ابن عبدة أخبرنا أبو داود حدثنا شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو هذا أو بمثله حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة بهذا الحديث بالإسنادين جميعا كرواية أبي داود
قوله : ( فجعل أصحابه يلمسونها ) هو بضم الميم وكسرها .

[ ص: 21 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين ) المناديل جمع منديل بكسر الميم في المفرد ، وهو هذا الذي يحمل في اليد . قال ابن الأعرابي وابن فارس وغيرهما : هو مشتق من الندل ، وهو النقل ; لأنه ينقل من واحد إلى واحد . وقيل : من الندل ، وهو الوسخ لأنه يندل به . قال أهل العربية : يقال منه : تندلت بالمنديل . قال الجوهري : ويقال أيضا تمندلت . قال : وأنكر الكسائي قال : ويقال أيضا : تمدلت . وقال العلماء : هذه إشارة إلى عظيم منزلة سعد في الجنة ، وأن أدنى ثيابه فيها خير من هذه ، لأن المنديل أدنى الثياب ، لأنه معد للوسخ والامتهان ، فغيره أفضل . وفيه إثبات الجنة لسعد .

قوله في هذا الحديث : ( أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير ) وفي الرواية الأخرى : ( ثوب حرير ) ، وفي الأخرى : ( جبة ) . قال القاضي : رواية الجبة بالجيم والباء لأنه كان ثوبا واحدا كما صرح به في الرواية الأخرى والأكثرون يقولون : الحلة لا تكون إلا ثوبين ، يحل أحدهما على الآخر ، فلا يصح الحلة هنا . وأما من يقول : الحلة ثوب واحد جديد قريب العهد بحله من طيه ، فيصح . وقد جاء في كتب السير أنها كانت قباء .

التالي السابق


الخدمات العلمية