صفحة جزء
باب استحباب خفض الصوت بالذكر

2704 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال وأنا خلفه وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله حدثنا ابن نمير وإسحق بن إبراهيم وأبو سعيد الأشج جميعا عن حفص بن غياث عن عاصم بهذا الإسناد نحوه
قوله صلى الله عليه وسلم للناس حين جهروا بالتكبير : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم )

( اربعوا ) : بهمزة وصل وبفتح الباء الموحدة معناه : ارفقوا بأنفسكم ، واخفضوا أصواتكم ، فإن رفع الصوت إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه وأنتم تدعون الله تعالى ، ليس هو بأصم ولا غائب ، بل هو سميع قريب ، وهو معكم بالعلم والإحاطة . ففيه : الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه ، فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه ، فإن دعت حاجة إلى الرفع رفع ، كما جاءت به أحاديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية