صفحة جزء
2965 حدثنا إسحق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم واللفظ لإسحق قال عباس حدثنا وقال إسحق أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار حدثني عامر بن سعد قال كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعد في صدره فقال اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
[ ص: 400 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) المراد بالغنى غنى النفس ، هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم : ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد الغنى بالمال . وأما ( الخفي ) فبالخاء المعجمة ، هذا هو الموجود في النسخ ، والمعروف في الروايات ، وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة ، فمعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ، ومعناه بالمهملة الوصول للرحم ، اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء ، والصحيح بالمعجمة . وفي هذا الحديث حجة لمن يقول : الاعتزال أفضل من الاختلاط ، وفي المسألة خلاف سبق بيانه مرات . ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها .

التالي السابق


الخدمات العلمية