صفحة جزء
78 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عود فنكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قيل يا رسول الله أفلا نتكل قال لا اعملوا ولا تتكلوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
قوله : ( فنكت في الأرض ) أي ضربها ضربا أثر فيها وقوله ومقعده الواو بمعنى أو أفلا نتكل أي العمل لا يرد القضاء والقدر السابق فلا فائدة فيه فنبه على الجواب عنه بأن الله تعالى دبر الأشياء على ما أراد وربط بعضها ببعض وجعلها أسبابا ومسببات ومن قدره من أهل الجنة قدر له ما يقربه إليها من الأعمال ووفقه لذلك بأقداره ويمكنه منه ويحرضه عليه بالترغيب والترهيب ومن قدر له أنه من أهل النار قدر له خلاف ذلك وخذله حتى اتبع هواه وترك أمر مولاه والحاصل أنه جعل الأعمال طريقا إلى نيل ما قدره له من جنة أو نار فلا بد من المشي في الطريق وبواسطة التقدير السابق يتيسر ذلك المشي لكل في طريقه ويسهل عليه وتلاوة الآية للاستشهاد على أن التيسير منه تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية