قوله : ( يصاح ) أي : ينادى (سجلا ) بالكسر والتشديد هو الكتاب الكبير (فيهاب الرجل ) أي : يوقع في هيبة (فيقول ) من كمال الهيبة (لا ) أي ليس حسنة (حسنات ) كأن الجمع باعتبار الحسنة بعشر أمثالها (بطاقة ) أي : رقعة صغيرة والباء زائدة وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمضر (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) - صلى الله عليه وسلم - قال السيوطي : قال الحكيم الترمذي : ليست هذه شهادة التوحيد ، لأن من شأن الميزان أن يوضع في كفته شيء ، وفي الأخرى ضده فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة فهذا غير مستحيل ؛ لأن العبد يأتي بهما جميعا ويستحيل أن يأتي بالكفر والإيمان جميعا عبد واحد يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة فكذلك استحال أن توضع شهادة التوحيد في الميزان ، وأما بعدما آمن العبد فإن النطق منه بلا إله إلا الله حسنة توضع في الميزان سائر الحسنات ا هـ . قلت : شهادة التوحيد والإيمان حسنة أيضا فإن قال ليس لهما ما يضادهما شخصا ، وإن كان ما يضادهما نوعا وهي السيئة المقابلة للحسنة فيراد أن النطق بلا إله إلا الله بعد الإيمان ليس له ما يضاد شخصه أيضا [ ص: 579 ] ومن لم يترك الصلاة قط ففعل الصلاة منه حسنة لا يقابلها من السيئات ما يضادها شخصا فليتأمل (فطاشت ) أي : رفعت والله أعلم .