صفحة جزء
باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر

1568 حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن بشير بن نهيك عن بشير ابن الخصاصية قال بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن الخصاصية ما تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله فقلت يا رسول الله ما أنقم على الله شيئا كل خير قد آتانيه الله فمر على مقابر المسلمين فقال أدرك هؤلاء خير كثير ثم مر على مقابر المشركين فقال سبق هؤلاء خيرا كثيرا قال فالتفت فرأى رجلا يمشي بين المقابر في نعليه فقال يا صاحب السبتيتين ألقهما حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال كان عبد الله بن عثمان يقول حديث جيد ورجل ثقة
[ ص: 475 ] قوله : ( ما تنقم على الله ) يقال نقمت على الرجل أنقم بالكسر إذا عتبت عليه بأي شيء ما ترضى منه وقد أحسن إليك أي إحسان قوله : ( سبق هؤلاء خير ) أي كانوا قبل الخير فحاد عنهم ذلك الخير وما أدركوه أو أنهم سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم

قوله : ( يا صاحب السبتيتين ) بكسر السين نسبة إلى السبت وهو جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال لأنه سبت شعرها أي حلق وأزيل وقيل لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت وأريد بهما النعلان المتخذان من السبت وأمره بالخلع احتراما للمقابر عن المشي بينها بهما أو تقذر بهما أو لاختياله في مشيه قيل وفي الحديث كراهة المشي بالنعال بين القبور قلت : لا يتم ذلك إلا على بعض الوجوه المذكورة والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية