صفحة جزء
باب فضل أبي ذر

156 حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر
قوله : ( ما أقلت الغبراء ) أي ما حملت الأرض والخضراء السماء من رجل من زائدة قوله : ( لهجة ) اللهجة اللسان وما ينطق به من الكلام وليس المراد أنه فاضل في الصدق على غيره حتى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بل المراد به أنه بلغ في الصدق نهايته والمرتبة الأعلى بحيث لم يكن يفصل في وصف الصدق وهو يمنع المساواة في وصف الصدق مع الأنبياء ولا بعد فيها عقلا أو المراد به لا يزيد عليه أحد من جنسه في الصدق وأما الأنبياء فلا كلام فيهم بل هم معلومون برتبتهم وقيل : يمكن أن يراد به أنه لا يذهب إلى الاحتمال في الصدق والمعاريض في الكلام [ ص: 69 ] فلا يرخى عنان كلامه ولا يواري مع الناس ولا يسامحهم ويظهر الحق البحت والصدق المحض .

التالي السابق


الخدمات العلمية