صفحة جزء
15 حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري أنبأنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا زبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر قال فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
قوله : ( في شراج الحرة ) بكسر الشين المعجمة آخره جيم جمع شرجة بفتح فسكون وهي مسايل الماء بالحرة بفتح فتشديد وهي أرض ذات حجارة سود قوله : ( سرح الماء ) من التسريح أي أرسل اسق يحتمل قطع الهمزة ووصلها وقوله : أن كان بفتح الهمزة حرف مصدري أو مخفف أن واللام مقدرة أي حكمت بذلك لكونه ابن عمتك وروي بكسر الهمزة على أنه مخفف إن والجملة استئنافية في موضع التعليل قوله : ( فتلون ) أي تغير وظهر فيه آثار الغضب إلى الجدر بفتح الجيم وكسرها وسكون الدال المهملة وهو الجدار قيل : المراد به ما رفع حول المزرعة كالجدار وقيل : أصول الشجر ، أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولا بالمسامحة والإيثار بأن يسقي شيئا يسيرا ثم يرسله إلى جاره فلما قال الأنصاري ما قال وجهل موضع حقه أمره بأن يأخذ تمام حقه ويستوفيه فإنه أصلح له وفي الزجر أبلغ وقول الأنصاري ما قال وقع منه في شدة الغضب بلا اختيار منه إن كان مسلما ويحتمل أنه كان منافقا وقيل له : أنصاري لاتحاد القبيلة وقد جاء في النسائي أنه حضر بدرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية