صفحة جزء
باب الانتفاع بالعلم والعمل به

250 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع
[ ص: 110 ] قوله ( من علم لا ينفع ) فإن من العلم ما لا ينفع صاحبه بل يصير عليه حجة وقال السيوطي في بيان العلم الغير النافع إنه الذي لا يهذب الأخلاق الباطنة فيسري منها إلى الأفعال الظاهرة فيفوز بها إلى الثواب الآجل وفي استعاذته - صلى الله تعالى عليه وسلم - من هذه الأمور إظهار للعبودية وإعظام للرب تبارك وتعالى وأن العبد ينبغي له ملازمة الخوف ودوام الافتقار إلى جنابه تعالى وفيه حث لأمته على ذلك وتعليم لهم وإلا فهو - صلى الله تعالى عليه وسلم - معصوم من هذه الأمور وفيه أن الممنوع من السجع ما يكون عن قصده إليه وتكلف في تحصيله وأما ما اتفق حصوله بسبب قوة السليقة وفصاحة اللسان فبمعزل عن ذلك قوله ( ومن دعاء لا يسمع ) أي لا يستجاب فكأنه غير مسموع حيث لم يترتب عليه فائدة السماع المطلوبة منه قوله ( لا تشبع ) أي حريص على الدنيا لا تشبع منها وأما الحرص على العمل والخير فمحمود مطلوب قال تعالى وقل رب زدني علما

التالي السابق


الخدمات العلمية