صفحة جزء
3808 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثني محمد بن عبد الرحمن عن أبي رشدين عن ابن عباس عن جويرية قالت مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الغداة أو بعد ما صلى الغداة وهي تذكر الله فرجع حين ارتفع النهار أو قال انتصف وهي كذلك فقال لقد قلت منذ قمت عنك أربع كلمات ثلاث مرات وهي أكثر وأرجح أو أوزن مما قلت سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته
قوله : ( سبحان الله عدد خلقه ) وهو وما بعده منصوب بنزع الخافض ، أي : بعدد جميع مخلوقاته وبمقدار رضا ذاته الشريفة ، أي : بمقدار يكون سببا لرضاه تعالى وفيه إطلاق النفس عليه تعالى من غير مشاكلة وبمقدار ثقل عرشه وبمقدار زيادة كلماته ، أي : بمقدار يساويهما ، وقيل : نصبهما على الظرفية بتقدير " قدر " ، أي : قدر عدد مخلوقاته وقدر رضا [ ص: 424 ] ذاته ، فإن قلت : كيف يصح تقييد التسبيح بالعدد المذكور ونحوه مع أن التسبيح هو التنزيه عن جميع ما لا يليق بجنابه الأقدس وهو أمر واحد في ذاته لا يقبل التعدد وباعتبار صدوره عن المتكلم لا يمكن اعتبار هذا العدد فيه ؛ لأن المتكلم لا يقدر عليه ولو فرض قدرته عليه أيضا لما صح تعلق هذا العدد بالتسبيح إلا بعد أن صدر منه بهذا العدد ، أو عزم على ذلك وإما بمجرد ذاته فإنه مرة سبحان الله لا يحصل منه هذا العدد فكيف يقول سبحان الله هذا العدد . قلت : لعل التقييد بملاحظة استحقاق ذاته الأقدس الأظهر إذا صدر من المتكلم التسبيح بهذا العدد فالحاصل أن العدد ثابت لقول المتكلم ، لكن لا بالنظر إلى أنه تحقق منه التسبيح بهذا العدد ، بل باعتبار أنه تعالى حقيق بأن يقول المتكلم التسبيح في حقه بهذا العدد والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية