صفحة جزء
3992 حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي حدثنا عباد بن يوسف حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة
قوله : ( فواحدة في الجنة ) وبقية الفرق في النار كما جاء ، قيل : إن أريد الخلود فيها فهو خلاف الإجماع فإن المؤمنين لا يخلدون في النار وإن أريد مجرد الدخول فيها فهو مشترك بين الفرق إذ ما من فرقة إلا بعضهم عصاة [ ص: 480 ] والقول بأن معصية الفرقة الناجية مطلقا مغفور بعيد أجيب بأن المراد أنهم في النار لأجل اختلاف العقائد ، فمعنى وواحدة في الجنة أنهم لا يدخلون النار لأجل اختلاف العقائد ، أو المراد بكونهم في النار طول مكثهم فيها وبكونهم في الجنة أن لا يطول مكثهم في النار وعبر عنه بكونهم في الجنة ترغيبا في تصحيح العقائد وأنه يلزم أن لا يعفى عن البدعة الاعتقادية كما لا يعفى عن الشرك إذ لو تحقق العفو عن البدعة ، فإن قيل : لا يلزم دخول كل الفرقة المبتدعة في النار فضلا عن طول مكثهم إذ هو مخالف لقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء أجيب بأن المراد أنهم يتعرضون لما يدخلهم النار من العقائد الرديئة ويستحقون ذلك ويحتمل أن المراد أن الغالب في تلك الفرق دخول النار فيندفع الإشكال من أصله قوله : ( قال الجماعة ) أي : الموافقون لجماعة الصحابة الآخذون بعقائدهم المتمسكون برأيهم ، وفي الزوائد إسناد حديث عوف بن مالك فيه مقال وراشد بن سعد قال فيه أبو حاتم صدوق وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجه وليس له عنده سوى هذا الحديث قال ابن هدي روى أحاديث تفرد بها وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية