صفحة جزء
4274 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رجل من اليهود بسوق المدينة والذي اصطفى موسى على البشر فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه قال تقول هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال الله عز وجل ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فأكون أول من رفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب
قوله : ( فأكون أول من رفع ) أي : ممن علم صعقهم جزما فلا ينافي احتمال كون موسى أول من رفع رأسه على تقدير أنه صعق (أو كان ممن استثنى الله ) أي : فلم يصعق ، أي : فعلى التقديرين فله فضل جزئي على البشر فلا ينبغي المخاصمة مع من يقول مثل قول اليهودي ؛ لأنه يمكن تصحيحه بحمله على الفضل الجزئي ، وبالجملة فقد أراد المنع عن البحث عن أمثال هذه المباحث لئلا يفضي ذلك إلى الإفراط والتفريط في شأن الأنبياء وأكد ذلك بقوله (ومن قال أنا خير من يونس بن متى ) بوزن حتى اسم لأبي يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، أي من قال ذلك افتخارا ، واعتقاد الجواز الافتخار له فقد كذب إذ الافتخار لا يجوز والله أعلم ، فإن قلت : كيف يصح أن يكون موسى مستثنى من النفخة الأولى ، أو لم يكون مستثنى مع أنه قد مات قبلها والنفخة الأولى إنما تدرك الأحياء حينئذ . قلت : إن الأنبياء أحياء فيمكن أن تدركهم هذه النفخة ولهذا الكلام تفصيل ذكرته في حاشية الصحيحين ، وفي الزوائد هذا إسناده صحيح رجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية