صفحة جزء
4332 حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن مهاجر الأنصاري حدثني الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى عن كريب مولى ابن عباس قال حدثني أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا إن شاء الله ثم ذكر الجهاد وحض عليه
قوله : ( ألا مشمر للجنة ) من التشمير ، أي : ألا فيكم ساع لها غاية السعي طالب لها عن صدق رغبة ووفور نعمة (لا خطر لها ) قال السيوطي : أي لا مثل لها ولا يقال إلا في الشيء الذي له قدر ومزية ا هـ ، وعلى هذا هو بخاء معجمة وطاء مهملة مفتوحتين من قولهم هذا خطر لهذا ، أي : مثل له في القدر ويحتمل أن يكون بحاء مهملة مفتوحة وظاء معجمة ساكنة ، أي : لا منع لها من أن تطلب ، أي : أنها من الأمور التي يمكن طلبها وحصولها وهي من الخير بمكان فكيف الغفلة عنها (تهتز ) تتحرك بهبوب الرياح عليها (مطرد ) بضم الميم وفتح الطاء المشددة وكسر الراء ، أي : جار عليها من أطرد الشيء ، أي : تبع بعضه بعضا وجرى قوله : ( في مقام أبدا ) [ ص: 591 ] بفتحتين بلا مد بمعنى الدائم (في حبرة ) بفتح حاء مهملة وسكون موحدة ، أي : نعمة وسعة عيش (ونضرة ) هي حسن الوجه (قولوا إن شاء الله ) إذ المدار على الختم على ذلك ، أو نبههم بذلك على أن التشمير لها يحتاج إلى زيادة اجتهاد عن ذلك ولهذا ضم إليه حديث الجهاد فهو كقوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية ، وفي الزوائد في إسناده مقال والضحاك المعافري الدمشقي ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي في طبقات التهذيب : مجهول وسليمان بن موسى الأموي مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات ورواه ابن حبان في صحيحه .

التالي السابق


الخدمات العلمية