صفحة جزء
763 حدثنا موسى بن إسمعيل أخبرنا حماد عن قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك أن رجلا جاء إلى الصلاة وقد حفزه النفس فقال الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فإنه لم يقل بأسا فقال الرجل أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها وزاد حميد فيه وإذا جاء أحدكم فليمش نحو ما كان يمشي فليصل ما أدركه وليقض ما سبقه
( وقد حفزه النفس ) قال الخطابي : يريد أنه قد جهده النفس وأعجله من شدة السعي إلى الصلاة . وأصل الحفز الدفع العنيف .

( فإنه لم يقل بأسا ) قال الطيبي : يجوز أن يكون مفعولا به أي لم يتفوه بما يؤخذ عليه ، وأن يكون مفعولا مطلقا أي ما قال قولا يشدد عليه ( فقلتها ) أي الكلمات ( لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها ) يعني يسبق بعضهم بعضا في كتب هذه الكلمات ورفعها إلى حضرة الله تعالى لعظمها وعظم قدرها ( أيهم يرفعها ) مبتدأ وخبر والجملة في موضع النصب أي يبتدرونها ويستعجلون أيهم يرفعها . قال أبو البقا في قوله تعالى : إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم أيهم مبتدأ وخبر في موضع نصب أي يقترعون أيهم ، فالعامل فيه ما دل عليه يلقون . قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية