صفحة جزء
باب في رفع اليدين إذا رأى البيت

1870 حدثنا يحيى بن معين أن محمد بن جعفر حدثهم حدثنا شعبة قال سمعت أبا قزعة يحدث عن المهاجر المكي قال سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت يرفع يديه فقال ما كنت أرى أحدا يفعل هذا إلا اليهود وقد حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يفعله
( عن الرجل ) : الذي يرى البيت ( يرفع يديه ) : أي هو مشروع أم لا ( يفعل هذا ) : أي يرفع اليد عند رؤيته في الدعاء ( إلا اليهود ) : أي عند رؤية الكعبة أو بيت المقدس .

قلت : والجواب عن هذه الرواية بأن المثبتين بالرفع أولى ؛ لأن معهم زيادة علم ، ومن ثم قال البيهقي رواية غير جابر في إثبات الرفع أشهر عند أهل العلم ، والقول في مثل هذا قول من أثبت . ويمكن الجمع بينهما بأن يحمل الإثبات على أول رؤية والنفي على كل مرة . قال الخطابي : قد اختلف الناس في هذا فكان ممن يرفع يديه ، إذا رأى البيت الحرام أم لا سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، فضعف هؤلاء حديث جابر ؛ لأن المهاجر راويه عندهم مجهول ، وذهبوا إلى حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ترفع الأيدي في سبعة مواطن : افتتاح الصلاة رفع اليدين ، واستقبال البيت ، وعلى الصفا والمروة رفع اليدين ، والموقفين رفع اليدين عند الدعاء في عرفة ومزدلفة ، والجمرتين رفع اليدين . وروي عن ابن عمر أنه كان يرفع اليدين عند رؤية البيت . وعن ابن عباس مثل [ ص: 254 ] ذلك انتهى .

وقال ابن الهمام : أسند البيهقي إلى سعيد بن المسيب ، قال : سمعت من عمر كلمة ما بقي أحد من الناس سمعها غيري ، سمعته يقول : إذا رأى البيت ، قال : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، فحينا بالسلام . وأسند الشافعي عن ابن جريج أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى البيت رفع يديه ، وقال : اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، الحديث انتهى .

قال المنذري : وحديث جابر أخرجه الترمذي والنسائي بنحوه ، وقال الترمذي : إنما نعرفه من حديث شعبة . وذكر الخطابي أن سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق ضعفوا حديث جابر ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية