صفحة جزء
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجهاد باب ما جاء في الهجرة وسكنى البدو

2477 حدثنا مؤمل بن الفضل حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال ويحك إن شأن الهجرة شديد فهل لك من إبل قال نعم قال فهل تؤدي صدقتها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا
[ ص: 125 ] أول كتاب الجهاد

بكسر الجيم أصله لغة المشقة
، يقال جهدت جهادا بلغة المشقة ، وشرعا بذل الجهد في قتال الكفار أو البغاة .

في القاموس : البدو والبادية والبادات والبداوة خلاف الحضر .

وليس في بعض النسخ لفظ وسكنى البدو .

( عن الهجرة ) : أي أن يبايعه على الإقامة بالمدينة ولم يكن من أهل مكة الذين وجبت عليهم الهجرة قبل الفتح ( ويحك ) : كلمة ترحم وتوجع لمن وقع في هلكة لا يستحقها ( إن شأن الهجرة ) : أي القيام بحق الهجرة ( شديد ) : لا يستطيع القيام بها إلا القليل ، ولعلها كانت متعذرة على السائل شاقة عليه فلم يجبه إليها ( صدقتها ) : أي زكاتها ( قال نعم ) : لي إبل أؤدي زكاتها ( من وراء البحار ) : بموحدة ومهملة أي من وراء القرى والمدن وكأنه قال إذا كنت تؤدي فرض الله عليك في نفسك ومالك فلا تبال أن تقيم في بيتك ولو كنت في أبعد مكان .

قال في النهاية : والعرب تسمي المدن والقرى البحار ( لن يترك ) : بكسر المثناة الفوقية من وتر يتر أي لن ينقصك .

[ ص: 126 ] قال في القاموس : وتره ماله نقصه إياه .

قال الخطابي : والمعنى أنك قد تدرك بالنية أجر المهاجر وإن أقمت من وراء البحر وسكنت أقصى الأرض .

وفيه دلالة على أن الهجرة إنما كان وجوبها على من أطاقها دون من لم يقدر عليها .

انتهى .

قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية