صفحة جزء
3155 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال إن مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يكن له إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرج رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه شيئا من الإذخر
( قال ) : أي خباب ( مصعب بن عمير ) : هو بضم الميم وسكون الصاد وفتح العين المهملتين ، وعمير بضم العين مصغر عمرو القرشي العبدري كان من أجلة الصحابة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، وهو أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة وكان في الجاهلية من أنعم الناس عيشا ، وألينهم لباسا ، وأحسنهم جمالا ، فلما أسلم زهد في الدنيا وتقشف وتحشف ، وفيه نزل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قتل يوم أحد شهيدا رضي الله عنه قاله العيني ( ولم يكن له ) : أي لمصعب ( إلا نمرة ) : بفتح النون وكسر الميم كساء فيه خطوط بيض وسود تلبسه الأعراب قاله في المصباح .

وقال الخطابي : النمرة ضرب من الأكسية إذا ( غطينا ) : أي سترنا ( بها ) : أي بالنمرة ( من الإذخر ) : قال العيني : هو بكسر الهمزة وسكون الذال المعجمة وكسر الخاء المعجمة وفي آخره راء هو نبت بمكة ويكون بأرض الحجاز طيب الرائحة . وفيه أن الثوب إذا ضاق [ ص: 332 ] فتغطية رأس الميت أولى من رجليه لأنه أفضل . قال الخطابي : وفيه من الفقه أن الكفن من رأس المال ، وأن الميت إذا استغرق كفنه جميع تركته كان أحق به من الورثة انتهى .

قال المنذري : والحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية