صفحة جزء
4160 حدثنا الحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الجريري عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم قال وما هو قال كذا وكذا قال فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه قال فما لي لا أرى عليك حذاء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا
( ما لي أراك ) : ما استفهامية تعجبية أي كيف الحال ( شعثا ) : بفتح فكسر أي متفرق الشعر غير مترجل في شعرك ولا متمشط في لحيتك ( كان ينهانا عن كثير من الإرفاه ) : بكسر الهمزة على المصدر بمعنى التنعم أصله من الرفه وهو أن ترد الإبل الماء متى شاءت ، ومنه أخذت الرفاهية وهي السعة والدعة والتنعم كره النبي صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم من التدهين والترجيل على ما هو عادة الأعاجم وأمر بالقصد في جميع ذلك ، وليس في معناه الطهارة والنظافة ، فإن النظافة من الدين .

قال الحافظ : القيد بالكثير في الحديث إشارة إلى أن الوسط المعتدل من الإرفاه لا يذم ، وبذلك يجمع بين الأخبار انتهى .

ووقع في بعض النسخ الإرفاء بالهمزة ومعناه الامتشاط كما في القاموس . قال العلقمي في شرح الجامع : وفي أبي داود ، كان ينهانا عن كثير الإرفاه بكسر الهمزة وسكون الراء وبعد الألف المقصورة هاء وهذا هو المشهور وفى بعض نسخ أبي داود المعتمدة الإرفة بكسر الهمزة وضمها وسكون الراء وتخفيف الفاء أيضا لكن محذوف الألف اختصارا انتهى

( حذاء ) : بكسر المهملة والذال المعجمة والمد النعل ( أن نحتفي ) . أن نمشي حفاة ( أحيانا ) : أي حينا بعد حين وهو أوسع معنى من غبا . قاله القاري والحديث سكت عنه المنذري .

التالي السابق


الخدمات العلمية