صفحة جزء
باب في المتشبع بما لم يعط

4997 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أن امرأة قالت يا رسول الله إن لي جارة تعني ضرة هل علي جناح إن تشبعت لها بما لم يعط زوجي قال المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
باب فيما يتشبع بما لم يعط ( إن لي جارة ) : قال الخطابي : إن العرب تسمي امرأة الرجل جارة وتدعو الزوجين والضرتين جارتين وذلك لقرب محل أشخاصهما كالجارين المتضايقين في الدارين يسكنانهما كقول امرئ القيس

أجارتنا إنا غريبان ها هنا وكل غريب للغريب أنيس

( تعني ضرة ) : في القاموس الضرتان زوجتاك وكل ضرة للأخرى وهن ضرائر ( هل علي جناح ) : أي إثم وبأس ( إن تشبعت لها بما لم يعط زوجي ) : أي تكثرت بأكثر مما عندي وأظهرت لضرتي أنه يعطيني أكثر مما يعطيها إدخالا للغيظ عليها ( قال المتشبع إلخ ) : قال النووي : معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده ويتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور .

قال أبو عبيد وآخرون : هو الذي يلبس أهل الزهد والعبادة والورع ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه ، فهذه ثياب زور ورياء ، وقيل هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له . انتهى .

قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية