صفحة جزء
5157 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله قال فقال القوم يا أبا ذر لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غيره قال فقال أبو ذر إني كنت ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى رسول الله فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قال إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله
( عن المعرور ) بالعين المهملة والراء المكررة ( بالربذة ) بالفتحات موضع بقرب المدينة فيه قبر أبي ذر رضي الله عنه فجعلته مع هذا أي جمعت بينهما فكانت حلة ) لأن الحلة عند العرب ثوبان ولا يطلق على ثوب واحد إني كنت ساببت بصيغة المتكلم من السب رجلا ) هو بلال المؤذن كما سيظهر لك من كلام المنذري وكانت أمه [ ص: 53 ] أعجمية أي غير عربية إنك امرؤ فيك جاهلية أي هذا التعبير من أخلاق الجاهلية ففيك خلق من أخلاقهم وينبغي للمسلم أن لا يكون فيه شيء من أخلاقهم ففيه النهي عن التعيير وتنقيص الآباء والأمهات وأنه من أخلاق الجاهلية إنهم أي مماليككم إخوانكم أي من جهة الدين قال الله تعالى إنما المؤمنون إخوة أو من جهة آدم أي إنكم متفرعون من أصل واحد فضلكم الله عليهم بأن ملككم عليهم فمن لم يلائمكم أي لم يوافقكم من مماليككم ولم يصالحكم قال في المصباح يقال ولاءمت بين القوم ملاءمة مثل صالحت مصالحة وزنا ومعنى

قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي بمعناه وأخرجه ابن ماجه مختصرا وليس في حديث جميعهم فمن لا يلائمكم إلى آخره والرجل الذي عيره أبو ذر هو بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم : الفصيح عيرت فلانا أمه وقد جاء في شعر عدي بن زيد :


أيها الشامت المعير بالدهر



واعتذر عنه بأنه كان عباديا ولم يكن فصيحا غير أنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أعيرته بأمه وأبو ذر يذكر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن نفسه فلا نكير عليه فلا معنى لإنكار ذلك انتهى كلام المنذري .

التالي السابق


الخدمات العلمية