صفحة جزء
557 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا زهير حدثنا سليمان التيمي أن أبا عثمان حدثه عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم أحدا من الناس ممن يصلي القبلة من أهل المدينة أبعد منزلا من المسجد من ذلك الرجل وكان لا تخطئه صلاة في المسجد فقلت لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء والظلمة فقال ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن قوله ذلك فقال أردت يا رسول الله أن يكتب لي إقبالي إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي إذا رجعت فقال أعطاك الله ذلك كله أنطاك الله جل وعز ما احتسبت كله أجمع
( أبعد ) بالنصب هو المفعول الثاني لقوله لا أعلم ( منزلا ) نصب على التمييز ( وكان لا تخطئه ) أي لا تفوت ذلك الرجل ( في الرمضاء ) أي في الرمل الحار والأرض الشديدة الحرارة ( فقال ) الرجل ( فنمي الحديث ) بصيغة المجهول أي أبلغ ( فسأله ) أي فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ( عن ذلك ) الحال ( فقال ) الرجل ( إقبالي ) أي ذهابي ( فقال ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( أعطاك الله ذلك كله ) فيه إثبات الثواب في الخطى في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب ( أنطاك الله ) أي أعطاك هي لغة أهل اليمن في أعطى وقرئ { إنا أنطيناك الكوثر } بالنون بدل العين قاله في مرقاة الصعود ( ما احتسبت ) أي طلبت فيه وجه الله وثوابه . قال ابن الأثير في النهاية : الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار أي الإسراع إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها ( كله أجمع ) هو تأكيد لكله قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم وابن ماجه بمعناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية