صفحة جزء
كتاب الحيض والاستحاضة باب بدء الحيض وهل يسمى الحيض نفاسا

348 أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبأنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى إلا الحج فلما كنا بسرف حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما لك أنفست قلت نعم قال هذا أمر كتبه الله عز وجل على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت
348 ( لا نرى إلا الحج ) بضم النون أي لا نظن ( فلما كنا بسرف ) بفتح المهملة وكسر الراء وفاء موضع قريب من مكة ، بينهما نحو عشرة أميال ، وهو ممنوع الصرف ، وقد يصرف ( هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ) روى عبد الرزاق بسند صحيح [ ص: 181 ] عن ابن مسعود قال كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا ، فكانت المرأة تتشرف للرجل ، فألقى الله عليهن الحيض ومنعهن المساجد قال الراوي لا مخالفة بين هذا وبين حديث الباب ، فإن نساء بني إسرائيل من بنات آدم ، فعلى هذا قوله على بنات آدم عام أريد به الخصوص ، قال الحافظ ابن حجر ويمكن الجمع مع القول بالتعميم بأن الذي ألقي على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبة لهن لا ابتداء وجوده ، وقد روى ابن جرير وغيره عن ابن عباس في قوله تعالى في قصة إبراهيم وامرأته قائمة فضحكت أي حاضت ، والقصة متقدمة على بني إسرائيل بلا ريب ، وروى ابن المنذر والحاكم بسند صحيح عن ابن عباس : أن ابتداء الحيض كان على حواء بعد أن [ ص: 182 ] أهبطت من الجنة

التالي السابق


الخدمات العلمية