صفحة جزء
على كم بني الإسلام

5001 أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا المعافى يعني ابن عمران عن حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر أن رجلا قال له ألا تغزو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصيام رمضان
5001 ( بني الإسلام على خمس ) قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في " أماليه " : فيه إشكال ؛ لأن الإسلام إن أريد به الشهادة فهو مبني عليها ؛ لأنها شرط في الإيمان مع الإمكان الذي هو شرط في الخمس ، وإن أريد بها الإيمان فكذلك ؛ لأنه شرط ، وإن أريد به الانقياد ، والانقياد هو الطاعة ، والطاعة فعل المأمور به ، والمأمور به هي هذه الخمس لا على سبيل الحصر ، فيلزم بناء الشيء على نفسه .

قال : والجواب أنه التذلل العام الذي هو اللغوي ، لا التذلل الشرعي الذي هو فعل الواجبات حتى يلزم بناء الشيء على نفسه ، ومعنى الكلام : أن التذلل اللغوي يترتب على هذه الأفعال مقبولا من العبد طاعة وقربة ، وقال في مواضع أخر : إن قيل : هذه الخمس هي الإسلام ، فما المبني عليه؟ فالجواب أن المبني هو الإسلام الكامل لا أصل الإسلام ، وقال في " فتح الباري " : فإن قيل : الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة ؛ إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها ، فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد؟ أجيب بجواز ابتناء أمر على أمر ، وابتناء الأمرين على أمر آخر . فإن قيل : المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه؟ أجيب بأن [ ص: 109 ] المجموع غير من حيث الانفراد ، عين من حيث الجمع ، ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان ، فما دام الأوسط قائما فمسمى البيت موجود ولو سقط أحد من الأركان ، فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت ، فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد ، وبالنظر إلى أفراده أشياء ، وأيضا بالنظر إلى أسه أصلي ، والأركان تبع وتكملة ( شهادة أن لا إله إلا الله ) مخفوض على البدل من " خمس " ، ويجوز الرفع على حذف الخبر ، والتقدير : " منها شهادة أن لا إله إلا الله " ، أو على حذف المبتدأ ، والتقدير : أحدها شهادة أن لا إله إلا الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية