صفحة جزء
5005 أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا أبو داود عن سفيان قال وحدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأوضعها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
5005 ( وأوضعها ) أي : أدناها ، كما في رواية " الصحيحين " ( إماطة الأذى ) أي : تنحيته ، وهو ما يؤذي في الطريق ؛ كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها ( والحياء شعبة من الإيمان ) هو بالمد ، وهو في اللغة : تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ، وفي [ ص: 111 ] الشرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ، فإن قيل : الحياء من الغرائز ؛ فكيف جعل شعبة من الإيمان؟ أجيب بأنه قد يكون تخلقا ، وقد يكون غريزة ، ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية ، فهو من الإيمان لهذا ، ولكونه باعثا على فعل الطاعة ، وحاجزا عن فعل المعصية ، ولا يقال : رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير ؛ لأن ذلك ليس شرعيا ، فإن قيل : لم أفرده بالذكر هاهنا؟ أجيب بأنه كالداعي إلى باقي الشعب ؛ إذ الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة ، فيأتمر وينزجر .

التالي السابق


الخدمات العلمية