صفحة جزء
[ شعر كعب ]

وأجابه كعب بن مالك أيضا ، فقال [ ص: 260 ] :


أبقى لنا حدث الحروب بقية من خير نحلة ربنا الوهاب     بيضاء مشرفة الذرى ومعاطنا
حم الجذوع غزيرة الأحلاب     كاللوب يبذل جمها وحفيلها
للجار وابن العم والمنتاب     ونزائعا مثل السراح نمى بها
علف الشعير وجزة المقضاب     عري الشوى منها وأردف نحضها
جرد المتون وسائر الآراب     قودا تراح إلى الصياح إذ غدت
فعل الضراء تراح للكلاب     وتحوط سائمة الديار وتارة
تردي العدا وتئوب بالأسلاب     حوش الوحوش مطارة عند الوغى
عبس اللقاء مبينة الإنجاب     علفت على دعة فصارت بدنا
دخس البضيع خفيفة الأقصاب     يغدون بالزغف المضاعف شكة
وبمترصات في الثقاف صياب     وصوارم نزع الصياقل غلبها
وبكل أروع ماجد الأنساب     يصل اليمين بمارن متقارب
وكلت وقيعته إلى خباب     وأغر أزرق في القناة كأنه
في طخية الظلماء ضوء شهاب     وكتيبة ينفي القران قتيرها
وترد حد قواحذ النشاب     جأوى ململمة كأن رماحها
في كل مجمعة ضريمة غاب     يأوي إلى ظل اللواء كأنه
في صعدة الخطي فيء عقاب     أعيت أبا كرب وأعيت تبعا
وأبت بسالتها على الأعراب     ومواعظ من ربنا نهدى بها
بلسان أزهر طيب الأثواب     عرضت علينا فاشتهينا ذكرها
من بعد ما عرضت على الأحزاب     حكما يراها المجرمون بزعمهم
حرجا ويفهمها ذوو الألباب     جاءت سخينة كي تغالب ربها
فليغلبن مغالب الغلاب



[ ص: 261 ] قال ابن هشام : حدثني من أثق به ، قال : حدثني عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، قال : لما قال كعب بن مالك :


جاءت سخينة كي تغالب ربها     فليغلبن مغالب الغلاب



قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا

التالي السابق


الخدمات العلمية