صفحة جزء
[ شأن أبي قتادة وسلبه ]

قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، أنه حدث عن أبي قتادة الأنصاري قال : وحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن نافع مولى بني غفار أبي محمد عن أبي قتادة ، قالا : قال أبو قتادة : رأيت يوم حنين رجلين يقتتلان : مسلما ومشركا ، قال : وإذا رجل من المشركين يريد أن يعين صاحبه المشرك على المسلم . قال : فأتيته ، فضربت يده ، فقطعتها ، واعتنقني بيده الأخرى ، فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الدم ويروى : ريح الموت ، فيما قال ابن هشام ، وكاد يقتلني ، فلولا أن الدم نزفه لقتلني ، فسقط ، فضربته فقتلته ، وأجهضني عنه القتال ، ومر به رجل من أهل مكة فسلبه ، فلما وضعت الحرب أوزارها وفرغنا من القوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قتل قتيلا فله سلبه فقلت : يا رسول الله ، والله لقد قتلت قتيلا ذا سلب ، فأجهضني عنه القتال ، فما أدري من استلبه ؟ فقال رجل من أهل مكة : صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه عني من سلبه ، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لا والله ، لا يرضيه منه ، تعمد إلى أسد من أسد الله ، يقاتل عن دين الله ، تقاسمه سلبه اردد عليه سلب قتيله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 449 ] : صدق اردد عليه سلبه فقال أبو قتادة : فأخذته منه ، فبعته ، فاشتريت بثمنه مخرفا ، فإنه لأول مال اعتقدته

قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم ، عن أبي سلمة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال : لقد استلب أبو طلحة يوم حنين وحده عشرين رجلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية