[ صياحهم بالرسول وكلمة عطارد ] 
فلما قدم وفد 
بني تميم  كانا معهم ، 
فلما دخل وفد بني تميم  المسجد نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته   : أن اخرج إلينا يا 
محمد  ، فآذى ذلك   
[ ص: 562 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم ، فخرج إليهم ، فقالوا : يا 
محمد  ، جئناك نفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا ، قال : قد أذنت لخطيبكم فليقل فقام 
عطارد بن حاجب  ، فقال : 
الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله ، الذي جعلنا ملوكا ، ووهب لنا أموالا عظاما ، نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثره عددا ، وأيسره عدة ، فمن مثلنا في الناس ؟ ألسنا برءوس الناس وأولي فضلهم ؟ فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا ، وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام ، ولكنا نحيا من الإكثار فيما أعطانا ، وإنا نعرف بذلك . 
أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا ، وأمر أفضل من أمرنا . ثم جلس .