ذكر ما جرى من اختلاف قريش بعد قصي   [ وحلف المطيبين ] 
  [ الخلاف بين 
بني عبد الدار  وبني أعمامهم ] 
قال 
ابن إسحاق    : ثم إن 
قصي بن كلاب  هلك ، فأقام أمره في قومه وفي غيرهم بنوه من بعده ، فاختطوا 
مكة  رباعا - بعد الذي كان قطع   
[ ص: 131 ] لقومه بها - فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها ؛ فأقامت على ذلك 
قريش  معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع ، ثم إن 
بني عبد مناف بن قصي  عبد شمس  وهاشما  والمطلب  ونوفلا  أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي 
بني عبد الدار بن قصي  مما كان 
قصي  جعل إلى 
عبد الدار  ، من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ، ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم ؛ فتفرقت عند ذلك 
قريش  ، فكانت طائفة مع 
بني عبد مناف  على رأيهم يرون أنهم أحق به من 
بني عبد الدار  لمكانهم في قومهم ، وكانت طائفة مع 
بني عبد الدار  ، يرون أن لا ينزع منهم ما كان 
قصي  جعل إليهم . 
  [ من ناصروا 
بني عبد الدار  ، ومن ناصروا بني أعمامهم ] 
فكان صاحب أمر 
بني عبد مناف  عبد شمس بن عبد مناف  ، وذلك أنه كان أسن 
بني عبد مناف  ، وكان صاحب أمر 
بني عبد الدار  عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار . فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي  ، 
وبنو زهرة بن كلاب  ، 
وبنو تيم  بن مرة بن كعب ، 
وبنو الحارث  بن فهر بن مالك بن النضر ، مع 
بني عبد مناف    . 
وكان 
بنو مخزوم  بن يقظة بن مرة ، 
وبنو سهم  بن عمرو بن هصيص بن كعب ، 
وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب  ، وبنو عدي بن كعب ، مع 
بني عبد الدار  ، وخرجت 
عامر بن لؤي ومحارب بن فهر  ، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين . 
فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ، ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة .   
[ ص: 132 ]