صفحة جزء
[ ما أنزل الله تعالى بشأن طلبهم تسيير الجبال ]

قال : وأنزل الله تعالى عليه فيما سأله قومه لأنفسهم من تسيير الجبال ، [ ص: 309 ] وتقطيع الأرض ، وبعث من مضى من آبائهم من الموتى : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أي لا أصنع من ذلك إلا ما شئت .

[ ما أنزله الله تعالى ردا على قولهم للرسول صلى الله عليه وسلم خذ لنفسك ]

وأنزل عليه في قولهم : خذ لنفسك ، ما سألوه أن يأخذ لنفسه ، أن يجعل له جنانا وقصورا وكنوزا ، ويبعث معه ملكا يصدقه بما يقول ، ويرد عنه : وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك أي من أن تمشي في الأسواق وتلتمس المعاش جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا .

وأنزل عليه في ذلك من قولهم : وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ، ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي فلا يخالفوا لفعلت .

التالي السابق


الخدمات العلمية