صفحة جزء
[ تهجمهم على ذات الله وغضب الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ]

قال ابن إسحاق : وحدثت عن سعيد بن جبير أنه قال : أتى رهط من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضبا لربه . قال : فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه ، فقال : خفض عليك يا محمد ، وجاءه من الله بجواب ما سألوه عنه : [ ص: 572 ] قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد قال : فلما تلاها عليهم ، قالوا : فصف لنا يا محمد كيف خلقه ؟ كيف ذراعه ؟ كيف عضده ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول ، وساورهم . فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال له مثل ما قال له أول مرة ، وجاءه من الله تعالى بجواب ما سألوه . يقول الله تعالى : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون .

قال ابن إسحاق : وحدثني عتبة بن مسلم ، مولى بني تيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم ليتفل الرجل عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم

[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]

قال ابن هشام : الصمد : الذي يصمد إليه ، ويفزع إليه ، قالت هند بنت معبد بن نضلة تبكي عمرو بن مسعود ، وخالد بن نضلة ، عميها الأسديين ، وهما اللذان قتل النعمان بن المنذر اللخمي ، وبنى الغريين اللذين بالكوفة عليهما :

:


ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

التالي السابق


الخدمات العلمية