صفحة جزء
[ منزلة أبي حارثة عند ملوك الروم ]

وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ، ودرس كتبهم ، حتى حسن علمه في دينهم ، فكانت ملوك الروم من النصرانية قد شرفوه ومولوه وأخدموه ، وبنوا له الكنائس ، وبسطوا عليه الكرامات ، لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم .

[ سبب إسلام كوز بن علقمة ]

فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران ، جلس أبو حارثة على بغلة له موجها ( إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، وإلى جنبه أخ له ، يقال له : كوز بن علقمة - قال ابن هشام : ويقال : كرز - فعثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كوز : تعس الأبعد : يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال له أبو حارثة : بل أنت تعست فقال : ولم يا أخي ؟ قال : والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر ، فقال له كوز : ما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم ، شرفونا ومولونا وأكرمونا ، وقد أبوا إلا خلافه ، فلو فعلت [ ص: 574 ] نزعوا منا كل ما ترى . فأضمر عليها منه أخوه كوز بن علقمة ، حتى أسلم بعد ذلك . فهو كان يحدث عنه هذا الحديث فيما بلغني .

التالي السابق


الخدمات العلمية