[ 
توسط النعمان لابن ذي يزن لدى كسرى   ] 
فخرج حتى أتى 
النعمان بن المنذر  ، وهو عامل 
كسرى  على 
الحيرة  ، وما يليها من أرض 
العراق  ، فشكا إليه أمر 
الحبشة  فقال له 
النعمان    : إن لي على 
كسرى  وفادة في كل عام ، فأقم حتى يكون ذلك . ففعل ، ثم خرج معه فأدخله على 
كسرى    . 
وكان 
كسرى  يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه ، وكان تاجه مثل القنقل العظيم - فيما يزعمون - يضرب فيه الياقوت واللؤلؤ والزبرجد بالذهب والفضة ، معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك . 
وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ثم يدخل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل   
[ ص: 63 ] ذلك ، إلا برك هيبة له ؛ فلما دخل عليه 
سيف بن ذي يزن  برك .