صفحة جزء
فأجابه الحارث بن هشام بن المغيرة ، فقال [ ص: 13 ] :


عجبت لأقوام تغنى سفيههم بأمر سفاه ذي اعتراض وذي بطل     تغنى بقتلى يوم بدر تتابعوا
كرام المساعي من غلام ومن كهل     مصاليت بيض من لؤي بن غالب
مطاعين في الهيجا مطاعيم في المحل     أصيبوا كراما لم يبيعوا عشيرة
بقوم سواهم نازحي الدار والأصل     كما أصبحت غسان فيكم بطانة
لكم بدلا منا فيا لك من فعل     عقوقا وإثما بينا وقطيعة
يرى جوركم فيها ذوو الرأي والعقل     فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم
وخير المنايا ما يكون من القتل     فلا تفرحوا أن تقتلوهم فقتلهم
لكم كائن خبلا مقيما على خبل     فإنكم لن تبرحوا بعد قتلهم
شتيتا هواكم غير مجتمعي الشمل     بفقد ابن جدعان الحميد فعاله
وعتبة والمدعو فيكم أبا جهل     وشيبة فيهم والوليد وفيهم
أمية مأوى المعترين وذو الرجل     أولئك فابك ثم لا تبك غيرهم
نوائح تدعو بالرزية والثكل     وقولوا لأهل المكتين تحاشدوا
وسيروا إلى آطام يثرب ذي النخل     جميعا وحاموا آل كعب وذببوا
بخالصة الألوان محدثة الصقل     وإلا فبيتوا خائفين وأصبحوا
أذل لوطء الواطئين من النعل     على أنني واللات يا قوم فاعلموا
بكم واثق أن لا تقيموا على تبل     سوى جمعكم للسابغات وللقنا
وللبيض والبيض القواطع والنبل



التالي السابق


الخدمات العلمية