صفحة جزء
إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا أن تتخاذلا ، والطائفتان : بنو سلمة بن جشم بن الخزرج ، وبنو حارثة بن النبيت من الأوس ، وهما الجناحان يقول الله تعالى : والله وليهما أي المدافع عنهما ما همتا به من فشلهما ، وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما غير شك في دينهما ، فتولى دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته ، حتى سلمتا من وهونهما وضعفهما ، ولحقتا بنبيهما صلى الله عليه وسلم .

قال ابن هشام : حدثني رجل من الأسد من أهل العلم ، قال : قالت الطائفتان : ما نحب أنا لم نهم بما هممنا به ، لتولى الله إيانا في ذلك

قال ابن إسحاق : يقول الله تعالى : وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي من كان به ضعف من المؤمنين فليتوكل علي ، وليستعن بي ، أعنه على أمره ، وأدافع عنه ، حتى أبلغ به ، وأدفع عنه ، وأقويه على نيته .

ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون [ ص: 107 ] أي فاتقوني ، فإنه شكر نعمتي . ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أقل عددا وأضعف قوة إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين أي إن تصبروا لعدوي ، وتطيعوا أمري ، ويأتوكم من وجههم هذا ، أمدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين .

التالي السابق


الخدمات العلمية