صفحة جزء
ذكر ابتداء أمر السبع بالجامع الأموي

قال أبو بكر بن أبي داود : ثنا أبو عامر موسى بن عامر المري ، ثنا الوليد هو ابن مسلم قال : قال أبو عمرو الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : الدراسة محدثة ، أحدثها هشام بن إسماعيل المخزومي في قدمته على عبد الملك ، فحجبه عبد الملك ، فجلس بعد الصبح في مسجد دمشق فسمع قراءة ، فقال : ما هذا؟ فأخبر أن عبد الملك يقرأ في الخضراء ، فقرأ هشام بن إسماعيل ، فجعل عبد الملك يقرأ بقراءة هشام ، فقرأ بقراءته مولى له ، فاستحسن ذلك من يليه من أهل المسجد ، فقرءوا بقراءته .

وقال هشام بن عمار خطيب دمشق : ثنا أيوب بن حسان ، ثنا الأوزاعي ، [ ص: 602 ] ثنا خالد بن دهقان ، قال : أول من أحدث القراءة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل بن هشام بن المغيرة المخزومي ، وأول من أحدث القراءة بفلسطين الوليد بن عبد الرحمن الجرشي .

قلت : هشام بن إسماعيل هذا كان نائبا على المدينة النبوية ، وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب لما امتنع من البيعة للوليد بن عبد الملك ، قبل أن يموت أبوه ، ثم عزله عنها الوليد ، وولى عليها عمر بن عبد العزيز كما ذكرنا .

وقد حضر هذا السبع جماعات من سادات السلف من التابعين بدمشق; منهم هشام بن إسماعيل المخزومي ، ومولاه رافع ، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وكان مكتبا لأولاد عبد الملك بن مروان ، وقد ولي إمرة إفريقية لهشام بن عبد الملك وابناه عبد الرحمن ومروان .

وحضره من القضاة أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني ، ونمير بن أوس الأشعري ، ويزيد بن أبي الهمداني ، وسالم بن عبد الله المحاربي ، ومحمد بن عبد الله بن لبيد الأسدي .

ومن الفقهاء والمحدثين والحفاظ المقرئين ، أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن مولى آل معاوية ، ومكحول ، وسليمان بن موسى الأشدق ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وأبو إدريس الأصغر عبد الرحمن بن عراك ، [ ص: 603 ] وعبد الرحمن بن عامر اليحصبي أخو عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري ، وعبد الملك بن النعمان المزني ، وأنس بن أنيس العذري ، وسليمان بن بزيع القارئ ، وسليمان بن داود الخشني ، ونمران أو هزان بن حكيم القرشي ، ومحمد بن خالد بن أبي ظبيان الأزدي ، ويزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر ، وعياش بن دينار وغيرهم ، هكذا أوردهم ابن عساكر . قال : وقد روي عن بعضهم أنه كره اجتماعهم وأنكره ، ولا وجه لإنكاره .

ثم ساق من طريق أبي بكر بن أبي داود ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا الوليد هو ابن مسلم عن عبد الله بن العلاء قال : سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ينكر الدراسة ، ويقول : ما رأيت ولا سمعت ، وقد أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عساكر : وكان الضحاك بن عبد الرحمن أميرا على دمشق ، في خلافة عمر بن عبد العزيز

التالي السابق


الخدمات العلمية