صفحة جزء
[ ص: 668 ] ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائة

فيها رجع الرشيد من الحج ، وسار إلى الري ، فولى وعزل وقطع ووصل ، ورد علي بن عيسى إلى ولاية خراسان ، وجاءه نواب تلك البلدان بالهدايا والتحف من سائر الأشكال والألوان ، ثم عاد إلى بغداد فأدركه عيد الأضحى بقصر اللصوص ، فضحى عنده ، ودخل بغداد لثلاث بقين من ذي الحجة ، فلما اجتاز بالجسر أمر بجثة جعفر بن يحيى البرمكي ، فأحرقت ، وكانت مصلوبة منذ قتله إلى هذا اليوم ، ثم ارتحل الرشيد من بغداد إلى الرقة وهو متأسف على بغداد وطيبها ، وإنما مراده بمقامه بالرقة ردع المفسدين بها ، وقد قال العباس بن الأحنف في سرعة خروجهم من بغداد مع الرشيد :

ما أنخنا حتى ارتحلنا فما ن فرق بين المناخ والإرتحال     ساءلونا عن حالنا إذ قدمنا
فقرنا وداعهم بالسؤال

وفي هذه السنة فادى الرشيد الأسارى من المسلمين الذين كانوا ببلاد الروم ، فيقال : إنه لم يبق بها أسير من المسلمين . فقال فيه بعض الشعراء الألباء :


وفكت بك الأسرى التي شيدت     لها محابس ما فيها حميم يزورها
على حين أعيا المسلمين فكاكها     وقالوا سجون المشركين قبورها

[ ص: 669 ] وفيها رابط القاسم ابن هارون الرشيد بمرج دابق محاصرا الروم . وفيها حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية