صفحة جزء
[ ص: 87 ] ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائة

فيها حبس محمد الأمين أسد بن يزيد ؛ لأجل أنه نقم على الأمين لعبه وتهاونه في أمر الرعية ، وارتكابه اللعب والصيد في هذا الوقت .

ووجه الأمين أحمد بن مزيد ، وعبد الله بن حميد بن قحطبة في أربعين ألفا مع كل واحد منهما عشرون ألفا إلى حلوان لقتال طاهر بن الحسين أمير الحرب من جهة المأمون فلما وصلوا إلى قريب من حلوان خندق طاهر على جيشه خندقا ، وجعل يعمل الحيلة في إيقاع الفتنة بين الأميرين ، فاختلفا فرجعا ولم يقاتلاه ، ودخل طاهر إلى حلوان وجاءه كتاب المأمون بتسليم ما تحت يده إلى هرثمة بن أعين ، وأن يتوجه هو إلى الأهواز ، ففعل ذلك .

وفيها رفع المأمون منزلة الفضل بن سهل ولاه أعمالا كبارا ، وسماه ذا الرياستين .

وفيها ولى الأمين نيابة الشام لعبد الملك بن صالح بن علي وقد كان أخرجه من سجن الرشيد وأمره أن يبعث له رجالا وجنودا لقتال طاهر وهرثمة ، فلما وصل عبد الملك بن صالح إلى الرقة أقام بها ، وكتب إلى رؤساء الشام [ ص: 88 ] يتألفهم ويدعوهم إلى الطاعة ، فقدم عليه منهم خلق كثير ، ثم وقعت حروب كان مبدؤها من أهل حمص وتفاقم الأمر وطال القتال بين الناس ، ومات عبد الملك بن صالح هنالك ، فرجع الجيش إلى بغداد صحبة الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ، فتلقاه أهل بغداد بالإكرام والاحترام ، وذلك في شهر رجب من هذه السنة . فلما وصل إليها جاءه رسول الأمين يطلبه ، فقال : والله ما أنا بمسامر ولا مضحك ، ولا وليت له عملا ولا جاء له على يدي مال ، فلأي شيء يريدني في هذه الليلة ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية