صفحة جزء
وممن توفي في هذه السنة من الأعيان أيضا : سعيد بن أبي مريم المصري ، وسليمان بن حرب ، وأبو معمر المقعد . [ ص: 268 ] وعلي بن محمد المدائني الأخباري ، أحد أئمة هذا الشأن في زمانه ، وعمرو بن مرزوق ، شيخ البخاري ، وقد تزوج هذا الرجل ألف امرأة .

وأبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي ، أحد أئمة اللغة والفقه والحديث والقرآن والأخبار وأيام الناس ، وله المصنفات المشهورة المنتشرة بين العلماء ، حتى يقال : إن الإمام أحمد كتب كتابه في الغريب بيده . ولما وقف عليه عبد الله بن طاهر رتب له في كل شهر خمسمائة درهم ، وأجراها على ذريته من بعده .

وذكر ابن خلكان أن ابن طاهر استحسنه ، وقال : ما ينبغي لعقل بعث صاحبه على تصنيف هذا الكتاب أن يحوج صاحبه إلى طلب المعاش . وأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر . وقال محمد بن وهب المسعري : سمعت أبا عبيد يقول : مكثت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة .

وقال هلال بن العلاء الرقي : من الله على المسلمين بهؤلاء الأربعة ؛ [ ص: 269 ] بالشافعي تفقه في الحديث ، وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة ، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن الحديث ، وبأبي عبيد ، فسر غريب الحديث ، ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ .

وذكر ابن خلكان أن أبا عبيد ولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة ، وذكر له من العبادة والاجتهاد في العبادة شيئا كثيرا .

وقد روى العربية على أبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، وابن الأعرابي ، والفراء ، والكسائي ، وغيرهم .

وقال إسحاق بن راهويه : نحن نحتاج إليه وهو لا يحتاج إلينا .

وقدم بغداد وسمع الناس منه من تصانيفه .

وقال إبراهيم الحربي : كان كأنه جبل نفخ فيه روح يحسن كل شيء .

وقال أحمد بن كامل القاضي : كان أبو عبيد فاضلا دينا ربانيا عالما [ ص: 270 ] متفننا في أصناف علوم الإسلام ؛ من القرآن والفقه والعربية والأخبار ، حسن الرواية ، صحيح النقل ، لا أعلم أحدا طعن عليه في شيء من علمه وكتبه .

وله كتاب " الأموال " ، وكتاب " فضائل القرآن ومعانيه " وغير ذلك من الكتب المنتفع بها ، رحمه الله .

توفي في هذه السنة ، قاله البخاري ، وقيل : في التي قبلها بمكة ، وقيل : بالمدينة ، وله سبع وستون سنة ، رحمه الله . وقيل : جاوز السبعين . فالله أعلم .

ومحمد بن عثمان أبو الجماهر الدمشقي الكفرسوسي ، أحد مشايخ الحديث ، ومحمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي ، الملقب بعارم ، شيخ البخاري ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي [ ص: 271 ] الحمصي ، شيخها في زمانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية