صفحة جزء
[ ص: 548 ] ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائتين

فيها انصرف الحسن بن زيد من بلاد الديلم إلى طبرستان وأحرق مدينة شالوس ; لممالأتهم يعقوب بن الليث عليه .

وفيها قتل مساور الخارجي يحيى بن حفص الذي كان يلي طريق خراسان في جمادى الآخرة ، فشخص إليه مسرور البلخي ، ثم تبعه أبو أحمد ابن المتوكل ، فتنحى مساور فلم يلحق .

وفيها كانت وقعة بين ابن واصل الذي تغلب على فارس وبين عبد الرحمن بن مفلح ، فكسره ابن واصل وأسره ، وقتل طاشتمر ، واصطلم الجيش الذي كان معهما ، فلم يفلت منهم إلا اليسير ، ثم سار ابن واصل إلى واسط يريد حرب موسى بن بغا ، فرجع موسى بن بغا إلى باب السلطان ، وسأل أن يعفى من نيابة بلاد المشرق لما رأى من كثرة المتغلبين بها ، فعزل عنها ، وولي ذلك أبو أحمد أخو الخليفة المعتمد .

[ ص: 549 ] وفيها سار أبو الساج لحرب الزنج فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكسرتهم الزنج ودخلوا الأهواز ، فقتلوا خلقا كثيرا من أهلها وحرقوا منازلهم ، ثم صرف أبو الساج عن نيابة الأهواز وحرب الزنج ، وولي ذلك إبراهيم بن سيما .

وفيها تجهز مسرور البلخي في جيش لقتال الزنج أيضا .

وفيها ولى الخليفة نصر بن أحمد بن أسد الساماني ما وراء نهر بلخ وكتب إليه بذلك في شهر رمضان منها .

وفي شوال من هذه السنة قصد يعقوب بن الليث إلى ابن واصل ، فالتقيا في ذي القعدة ، فهزمه يعقوب ، وفل عسكره ، وأسر خاله ، وطائفة من حرمه ، وأخذ من أمواله ما قيمته أربعون ألف ألف درهم ، وقتل من كان يمالئه وينصره من أهل تلك البلاد ، وأطد تلك الناحية ، جزاه الله خيرا .

ولاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال من هذه السنة ولى المعتمد على الله ولده جعفرا العهد من بعده ، وسماه المفوض إلى الله ، وولاه المغرب وضم إليه موسى بن بغا ، وولاه إفريقية ، ومصر ، والشام ، والجزيرة ، والموصل وأرمينية ، وطريق خراسان وغير ذلك ، وجعل الأمر من بعد جعفر إلى أبي أحمد ابن المتوكل ، ولقبه الموفق بالله ، وولاه المشرق وضم إليه مسرورا البلخي ، وولاه بغداد والسواد ، والكوفة ، وطريق مكة والمدينة ، واليمن ، وكسكر ، وكور دجلة ، والأهواز ، وفارس ، وأصبهان ، وقم ، والكرخ ، والدينور ، والري ، وزنجان ، والسند ، وكتب بذلك مكاتبات وقرئت في الآفاق ، وعلقت منها نسخة بالكعبة المعظمة .

[ ص: 550 ] وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية