[ ص: 237 ] ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة 
فيها كانت 
فتنة بين الرافضة  وأهل السنة ، قتل فيها خلق كثير ، ووقع حريق بباب الطاق ، وغرق في 
دجلة  خلق كثير من الحجاج من 
أهل الموصل   نحو من ستمائة نفس ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . 
وفيها 
دخلت الروم  طرسوس  والرها  فقتلوا وسبوا ، وغنموا ورجعوا سالمين ، لعنهم الله . 
وفيها قلت الأمطار ، وغلت الأسعار ، واستسقى الناس فلم يسقوا ، وظهر جراد عظيم في آذار ، فأكل ما نبت من الخضراوات ، فاشتد الأمر جدا ، فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن . 
وفيها عاد 
معز الدولة  إلى 
بغداد  من 
الموصل  وزوج ابنته من ابن أخيه 
مؤيد الدولة بن معز الدولة  ، وسيرها معه إلى 
الري    .