صفحة جزء
وممن توفي فيها من الأعيان :

أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس ، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني

الحافظ الكبير الرحال الجوال سمع الكثير ، وحدث وخرج وصنف ، فأفاد وأجاد ، وأحسن الانتقاد والاعتقاد ، صنف كتابا على " صحيح البخاري " فيه فوائد كثيرة وعلوم غزيرة .

قال الدارقطني : كنت عزمت غير مرة على الرحلة إليه ، فلم أرزق .

وكانت وفاته يوم السبت عاشر رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وهو [ ص: 406 ] ابن أربع وسبعين سنة ، رحمه الله .

الحسن بن أحمد بن صالح ، أبو محمد السبيعي

سمع ابن جرير وقاسما المطرز وغيرهما ، وعنه الدارقطني والبرقاني ، وكان ثقة حافظا مكثرا ، وكان عسر الرواية ، رحمه الله .

الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان ، أبو عبد الله الشاهد ، المعروف بالبادي

سمع الحديث ، وكان ثقة ، عمر سبعا وتسعين سنة ، منها خمس عشرة سنة مقعدا أعمى ، رحمه الله .

عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد ، أبو بكر الضبي القاضي

ولي الحكم بعدة بلاد كثيرة ، وكان عفيفا نزها صينا دينا .

عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث ، أبو الحسن التميمي

الفقيه الحنبلي ، له كلام ومصنف في الخلاف ، وسمع الحديث ، وروى عن غير واحد .

وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه وضع حديثا ، ورد ذلك أبو الفرج ابن الجوزي ، وقال : ما زال هذا دأب الخطيب في أصحاب أحمد بن حنبل ، قال : [ ص: 407 ] وشيخ الخطيب الذي حكي عنه هذا هو أبو القاسم عبد الواحد بن أسد العكبري لا يعتمد على قوله ، فإنه كان معتزليا ، وليس من أهل الحديث ، وكان يقول بأن الكفار لا يخلدون في النار .

قلت : وهذا غريب ، فإن المعتزلة يقولون بوجوب تخليد أصحاب الكبائر ، فكيف لا يقول هذا بتخليد الكفار ! قال : وعنه حكي الكلام في ابن بطة أيضا .

علي بن إبراهيم أبو الحسن الحصري الصوفي الواعظ

شيخ المتصوفة ببغداد ، أصله من البصرة صحب الشبلي وغيره ، وكان يعظ الناس بالجامع ، ثم لما كبرت سنه بني له الرباط المقابل لجامع المنصور ، ثم عرف بصاحبه الزوزني ، وكان لا يخرج إلا من الجمعة إلى الجمعة ، وله كلام جيد في التصوف على طريقتهم .

ومما نقله ابن الجوزي عنه أنه قال : ما علي مني ؟ وأي شيء لي في حتى أخاف وأرجو ، إن رحم رحم ما له ، وإن عذب عذب ما له .

توفي في ذي الحجة ، وقد نيف على الثمانين ، ودفن بمقبرة حرب من بغداد .

[ ص: 408 ] علي بن محمد الأحدب المزور

كان قوي الخط ، له ملكة على التزوير ، لا يشاء يكتب على كتابة أحد إلا فعل ، فلا يشك ذلك المزور عليه أنه خطه ، وبلا الناس ببلاء عظيم ، وختم السلطان على يده مرارا فلم يفد ، ثم كانت وفاته في هذه السنة .

الشيخ أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المروزي الشافعي

شيخ الشافعية في زمانه ، وإمام أهل عصره في الفقه والزهد والعبادة والورع ، سمع الحديث ، ودخل بغداد وحدث بها ، فسمع منه الدارقطني وغيره .

قال أبو بكر البزار : عادلت الشيخ أبا زيد في طريق الحج فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة .

وقد ذكرت ترجمته بكمالها في " طبقات الشافعية " . قال الشيخ أبو نعيم : توفي بمرو يوم الجمعة الثالث عشر من رجب من هذه السنة ، رحمه الله وأكرم مثواه .

محمد بن خفيف ، أبو عبد الله الشيرازي

أحد مشاهير [ ص: 409 ] الصوفية ، صحب الجريري وابن عطاء وغيرهما .

قال ابن الجوزي : وقد ذكرت في كتابي المسمى ب " تلبيس إبليس " عنه حكايات تدل على أنه كان يذهب مذهب الإباحية .

التالي السابق


الخدمات العلمية