[ ص: 422 ] ثم دخلت 
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة 
فيها خلع الخليفة على صمصام الدولة  وسوره وطوقه ، وأركب على فرس بسرج ذهب ، وبين يديه جنيب مثله . 
وفيها ورد الخبر بأن اثنين من سادة 
القرامطة    - وهما 
إسحاق  وجعفر    - دخلا 
الكوفة  في جحفل عظيم ، فانزعجت النفوس بسبب ذلك ، وذلك لصرامتهم وشهامتهم ، ولأن 
عضد الدولة  مع شجاعته قد كان يصانعهم ، وأقطعهم أراضي من 
واسط  وكذلك 
عز الدولة  من قبله أيضا ، فجهز إليهم جيش من 
بغداد  فطردوهم عن تلك النواحي التي قد أكثروا فيها الفساد ، وبطل ما كان في النفوس منهم ، ولله الحمد والمنة . 
وفيها عزم 
صمصام الدولة  على أن يضع مكسا على الثياب الإبريسميات ، فاجتمع الناس بجامع 
المنصور  ، وهموا بتبطيل الجمعة ، وكادت الفتنة تقع بينهم ، فأعفوا من ذلك . 
وفي ذي الحجة ورد الخبر بموت 
ابن مؤيد الدولة  ، فجلس 
صمصام الدولة  للعزاء ، وجاء إليه الخليفة الطائع في ثياب السواد والقراء والأولياء بين يديه فقام   
[ ص: 423 ] إليه 
صمصام الدولة  وقبل الأرض بين يديه ، وتخاطبا في العزاء بألفاظ حسنة ، وانصرف الخليفة راجعا إلى داره ، وكان وقتا مشهودا .