[ ص: 427 ] ثم دخلت 
سنة سبع وسبعين وثلاثمائة 
في صفر منها عقد مجلس بحضرة الخليفة ، فيه القضاة وأعيان الدولة ، وجددت البيعة بين الطائع لله  وبين شرف الدولة بن عضد الدولة  ، وكان يوما مشهودا . 
ثم في ربيع الأول منها ركب 
شرف الدولة  من داره في طيار إلى دار الخليفة ، وزينت البلد ، وضربت الطبول والدبادب ، فخلع عليه الخليفة وطوقه وسوره ، وأعطاه لواءين ، وعقد له على ما وراء داره ، واستخلفه على ذلك ، وكان في جملة من قدم مع 
شرف الدولة  القاضي 
أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف  ، فلما رآه الخليفة قال : 
مرحبا بالأحبة القادمينا أوحشونا وطالما آنسونا 
فقبل الأرض بين يدي الخليفة ، ولما قضيت البيعة ، دخل 
شرف الدولة  إلى عند أخته امرأة الخليفة ، فمكث عندها إلى العصر ، والناس ينتظرونه ، ثم خرج وسار إلى داره للتهنئة ، وجاء الخاصة والعامة يهنئونه . 
وفي هذه السنة اشتد الغلاء جدا ، ثم لحقه فناء كثير .  
[ ص: 428 ] وفيها توفيت 
أم شرف الدولة  ، وكانت تركية أم ولد ، فجاءه الخليفة فعزاه فيها . 
وفيها ولد 
لشرف الدولة  ابنان توأمان ، فهنئ بهما ، والله أعلم .